التفاوض على المرتب عند التعيين
التفاوض عند عملية العرض الوظيفي هي أفضل فرصة للحصول على زيادة مرتفعة عن مرتبك الحالي. فمن الصعب عليك لاحقا طلب الزيادة أو التعديل وحتى لو نجحت، فستكون نسبة الزيادة قليلة جدا بالمقارنة.
سنعمل هنا سويا على فهم بعض أهم أساسيات طرق التفاوض وسننجح بإذن الله في الحصول على أفضل عرض ممكن دون المخاطرة بخسارة العرض بالكامل.
أولا، عليك القيام بما يلي:
الخطوة الأولى:
ابحث وادرس الوظيفة، كم يبلغ متوسط راتبها، وما هو مستوى وقوة الشركة.
الخطوة الثانية:
حدد ثلاث مستويات للعرض، حد أدنى، ومتوسط، و أعلى.
وكما نقول دائما، لتكن منطقيا في توقعاتك حتى تحصل فعلا على ما تريد. ولنأخذ هذا المثال:
أنت تتقاضى حاليا 10,000 جنيها مصريا ، وأقل حد ترغب الوصول إليه حتى تنتقل للوظيفة الجديدة هو 12,500 جنيها مصريا ، فمن الممكن أن تكون مستويات العرض المالي لك هكذا:
الحد الأدنى 12,500 جنيها مصريا
الحد المتوسط 13,500 جنيها مصريا
الحد الأعلى 15,500 جنيها مصريا
متى أفاوض على العرض المالي والمرتب؟
لا تتطرق لهذا الموضوع إلا بعد أن يتم اختيارك كمرشح للوظيفة ، هناك احتمال كبير أن يتم سؤالك خلال المقابلة عن ما هي توقعاتك حول المرتب أو عن ماذا تتقاضى حاليا .
أهم نقطة في الموضوع هو أن تجعل مقدم العرض يبادر بتقديم العرض ، فما يحصل هو أنك قد تتلقى عرضا يفوق الحد الأدنى الذي وضعته لنفسك أو أكثر، قاعدة ذهبية في المفاوضات ، من يبدأ الأول سيخسر المفاوضة.
حصلت على العرض ، ماذا أفعل الآن؟
سواء حصلت على العرض بشكل كتابي أو شفهي ، أحرص دائما على عدم إظهار القبول مباشرة سواء بتعابيرك أو شفهيا ، لا تخجل أو تنحرج من التزام الصمت والسكوت بعض الوقت بل قد يتسبب صمتك في دفع مقدم العرض إلى محاولة كسر الصمت وتعديل العرض ، أشكر مقدم العرض وأظهر امتنانك له وللشركة على تقديمها للعرض حتى ولو كان العرض أقل من توقعاتك بكثير ، كن لبقا ومحترفا في تعاملك ولا تغضب أو تنزعج أبدا ، ودائما أطلب وقت للتفكير في الموضوع وأخبره أنك ستعاود الرد عليه اليوم التالي.
لا تنسى التعرف على كافة تفاصيل العرض والمميزات الأخرى التي تقدم لك.
مرحلة تحليل ومقارنة العرض:
الان إرجع إلى المستويات التي وضعتها سابقا، هل تتناسب معها هل استطعت الوصول إلى الحد المتوسط الذي ترغب الوصول إليه؟ كيف ترى بقية المميزات هل لها قيمة فعلية؟ كم نسبة الزيادة عن مرتبك الحالي؟ في وجهة نظري وبشكل عام، أي زيادة تقل عن 8% لا تستحق النظر إليها أبدا حيث أنك تستطيع بإذن الله الحصول عليها في مقر عملك.
مرحلة التفاوض:
سواء كان التفاوض شفهيا أو من خلال المراسلة، إبدأ الحديث بتوجيه الشكر وإظهار التقدير له وكن لبقا في الحديث ، وضح أن العمل مع شركته يعني لك الكثير وحاول قدر استطاعتك أن تظهر بمظهر الحريص والمتحمس للعمل ولكن دون مبالغه ، إن كان لديك ملاحظات على المميزات إبدأ بها، سواء كانت طلب تغيير أو حتى طلب مميزات إضافية.
بعد ذلك إنتقل للعرض المادي، لا تقل أنك “ترفض” أو “لا تقبل العرض”، وضح له أنك ترغب في مراجعة العرض وزيادته ، إحرص على تبرير طلبك والتزم بأن تكون هذه المبررات مهنية فقط! تجنب الأمثلة التالية (تكاليف تعليم الأبناء أو الزواج أو شراء سيارة، الخ). مقدم العرض لن ولا يهتم بهذه الأمور الشخصية وضررها أكثر من منفعتها ، تحدث عن مؤهلاتك وخبراتك التي من شأنها أن تساهم في إضافة الكثير للمنشأة مستشهدا بإنجازاتك السابقة ، وضح له أن حصولك على العرض المناسب من شأنه أن يساعد في زيادة حماسك للوظيفة ودعمك معنويا لأن المكان الجديد يقدر الكفاءات المتميزة.
عندما يسألك مقدم العرض عن ما هو العرض الذي تراه مناسب، استخدم الحد الأعلى الذي وضعته لنفسك سابقا ، في أغلب الاحيان سيقول لك مقدم العرض بأنه يحتاج إلى دراسة الموضوع والعودة لك مرة أخرى.
العرض الجديد
قد يكون رد مقدم العرض بأن عرضهم نهائي أو قد يعود لك بعرض جديد أعلى. أشكره على العرض وأطلب منه أن يمهلك يوم واحد على الأقل للتفكير.
الآن تبقى عليك إتخاذ القرار، هل وصل العرض للحد الأدنى الذي كنت تطمح له؟ أو تمكنت من رفعه للحد المتوسط؟ هل أنت مقتنع بالعرض والمميزات التي تأتي معه؟
استشر المقربين لك من الناس والذين تثق بهم ولديهم خبرة مناسبة في مثل هذه الأمور.
أهم وآخر خطوة:
لا تنسى أخي العزيز إستشارة الرحمن، فما خاب من استخار أبدا ، كان عليه الصلاة والسلام يستخير في ابسط الأمور فما بالك بمثل هذا القرار.
منقول بتصرف